توقفت سطور الخيال على محرابك
تلاشت بين جثت الشهداء الأحياء
و بين جروح المصابين الشجعان
و تناثرت بين صراخ الأطفال
و عويل الثكالى و الارامل
لكنها في عزة و شموخ
رفعت رأسها من بين الأنقاض
لتقول للعالم أنا هنا غزة ،
أنا هنا الشموخ و العزة
لم تأبه بقصاصات الأخبار ،
و لا بعداد الشهداء و الضحايا
لم تأبه بالكذب و الرياء ،
و لا بقنابل بني صهيون
لم تأبه بالحصار و التجويع ،
لأنها أقسمت ألا تركع
بدماء شهدائها سقت ثراها
و بصراخ صباياها قنبلت حصن المتخادلين
و بعويل ثكلاها و أراملها كفنت الخائنين
لم تعد مهتمة بأحد لأنها رسمت لنفسها طريقا
و حولت الظلمة الحالكة إلى نور
و جعلت من أرضها الطاهرة قبلة لنا جميعا
هي غزة التي أسقطت كل المعادلات
و تحولت صواريخ مقاوميها البدائية إلى ترسانة
أسلحتها فتاكة قاتلة لأنها محشوة بالإيمان
فلا تأبهي لنا غزة ،
ما عدنا إلا جماعة في مزبلة التاريخ
لا تأبهي لنا غزة ،
فحتى التضاهر من أجلك أصبح جريمة
لا تأبهي لنا غزة ،
فلن نقدر على نصرتك لأننا أصبحنا حثالة
اعتمدي على نفسك ،
على سواعد و حجارة أبنائك
اعتمدي على مقاوميك البواسل ،
و على من بقي فينا من العرب