اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء اتصالات بعدد من قادة الشرق الاوسط وتعهد لهم بالعمل "بصورة فعالة" من اجل السلام في المنطقة "منذ بداية ولايته" كما قال المتحدث باسمه روبرت غيبس.
وفي اليوم الاول لولايته اجرى اوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله كما قال غيبس.
واوضح غيبس "انه اغتنم هذه الفرصة في اليوم الاول من توليه مهامه ليؤكد تعهده بانه سيلتزم بصورة فعالة بعملية السلام بين العرب واسرائيل منذ بداية ولايته".
وتابع المتحدث ان الرئيس اجرى اتصالاته ايضا بغية "التعبير عن امله في ان يواصلوا التعاون (مع الولايات المتحدة) وان يحتفظوا بدورهم القيادي" مرددا صدى ما كرره اوباما بخصوص اهمية التحالفات في بناء السلام والامن.
وبعد ان شنت اسرائيل هجومها على قطاع غزة في 27 كانون الاول/ديسمبر ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وعد اوباما بالالتزام دبلوماسيا في الشرق اوسط "فور" تسلمه مهامه في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال غيبس ان اوباما اكد "تصميمه على العمل من اجل المساعدة على ترسيخ وقف اطلاق النار من خلال وضع نظام فعال لمكافحة التهريب بغية منع حماس من التسلح من جديد والقيام بالمشاركة مع السلطة الفلسطينية بتوفير جهود لاعادة اعمار كبيرة من اجل الفلسطينيين في غزة".
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه صرح لوكالة فرانس برس في وقت سابق "ان الرئيس اوباما ابلغ الرئيس عباس ان هذا اول اتصال يجريه مع رئيس اجنبي بعد ساعات من توليه منصب الرئاسة".
واضاف ابو ردينه ان اوباما اكد للرئيس عباس "انه سيعمل وادارته من اجل تحقيق السلام في المنطقة وسيبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك دون ابطاء وباسرع وقت ممكن".
وتابع ابو ردينة ان اوباما قال "انه وادارته سيعملان مع الرئيس عباس كشريك حقيقي للسلام في منطقة الشرق الاوسط ومن اجل بناء المؤسسات الفلسطينية واعادة الاعمار في الاراضي الفلسطينية".
فيما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "ان الرئيسين اتفقا على العمل سوية وبشكل مشترك من اجل تحقيق السلام دون ابطاء وانه سيستمر بالعمل مع الرئيس عباس كشريك".
واوضح عريقات ان الرئيس عباس اكد لاوباما انه سيبذل كل جهد ممكن لتحقيق السلام في عهد ادارته.
بدوره اعتبر امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "لم نتوقع سرعة الاتصال من قبل الرئيس اوباما الذي كان المبادر بذلك".
وقال عبد ربه لوكالة فرانس برس "هذا مؤشر واضح ان هناك درجة عالية من الجدية من قبل الرئيس اوباما ولكن يجب ان نرى تطبيقها على الارض خلال الفترة القادمة".
واعتبر ان هذه رسالة "في هذا الظرف الذي يمر به الشعب الفلسطيني بعد مجزرة غزة تدلل ان الرئيس اوباما يدرك جيدا ان الحل السياسي الذي ينهي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ويعيد حقوق الشعب الفلسطيني هو المخرج الوحيد من هذه الماساة".
وكان يشير بذلك الى الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة واسفر عن سقوط اكثر من 1300 قتيل فلسطيني بينهم 400 طفل على الاقل.
واكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في اتصاله الهاتفي مع اوباما الاربعاء اهمية "الانخراط الاميركي المبكر" في عملية السلام في الشرق الاوسط كما افاد الديوان الملكي الاردني في بيان.
وبحسب البيان فقد هنأ الملك عبد الله الرئيس اوباما بمباشرة مسؤولياته رئيسا للولايات المتحدة معربا عن تطلعه الى "العمل معه من اجل حل قضايا المنطقة وخصوصا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة".
وكان الرئيس المصري حسني مبارك بعث برسالة تهنئة الى اوباما دعاه فيها الى ان يعطي "القضية الفلسطينية اولوية عاجلة".
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الاربعاء ان مبارك اكد في رسالة تهنئة الى اوباما بمناسبة تنصيبه "اؤكد لكم ان هذه المنطقة تتطلع لتعاملكم منذ اليوم الاول لادارتكم مع القضية الفلسطينية باعتبارها اولوية عاجلة والمفتاح لحل باقي ما يموج به الشرق الاوسط من ازمات صعبة".
واعرب مبارك عن امله في ان "تشهد الفترة المقبلة مرحلة جديدة من التشاور المثمر في ما بيننا حول مختلف القضايا الاقليمية بمنطقة الشرق الاوسط وسبل تعزيز العلاقات الثنائبة والتعاون القائم بين بلدينا الصديقين".
الى ذلك جاء في بيان لرئاسة الوزراء الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اطلع خلال المكالمة الهاتفية الاربعاء الرئيس الاميركي الجديد على الوضع في قطاع غزة الذي انسحبت منه القوات الاسرائيلية معربا عن امله في ان "تتكلل بالنجاح الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل ومصر والولايات المتحدة واوروبا لمنع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة".
واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي انه يأمل "ان نصبح (عندها) قادرين على ترسيخ وقف اطلاق النار وعلى ان نواصل في المستقبل عملية السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية".
وفي الخطاب الذي القاه في حفل تنصيبه مد اوباما يده الى العالم العربي والاسلامي داعيا الى مقاربة جديدة ترتكز الى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل
وقالت هيلاري كلينتون التي اختارها اوباما لتولي وزارة الخارجية والتي يتوقع ان يصوت مجلس الشيوخ على تثبيت تعيينها اليوم الاربعاء مؤخرا انها لن تتعامل مع حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية روبرت وود انه يتوقع من مجلس الشيوخ ان يصوت على تعيين كلينتون في وقت متأخر الاربعاء لكنه لا يعلم ان كان لديها مستعا من الوقت لزيارة مقر الخارجية.
وان ثبت تعيينها كما قال وود فان كلينتون ستحظى "بحفل للترحيب بها" في مقر الخارجية الخميس.
وينوي اوباما ان يعين جورج ميتشل المهندس السابق للسلام في ايرلندا الشمالية موفدا خاصا الى الشرق الاوسط كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
تقبلوا تحياتي